القهوة والحياة الثقافية
باعتبار القهوة المشروب الأكثر انتشارًا حول العالم، لاتعتبر القهوة مجرد مشروب بل رمزًا للثقافة والإلهام لدى المثقفين والمبدعين والمفكرين، وتجسد قيمة مهمة أثناء الإنتاج الإبداعي والتفكير.
الثقافة والقهوة: علاقة المثقفين بالقهوة.
يعود ارتباط وعلاقة المثقفين بالقهوة إلى القرن السابع عشر، فمنذ سالف العصر اجتمع المثقفين حول طاولات اجتماعاتهم رفقة فناجينهم لما يُحفزه الكافيين الموجود بالقهوة لعقولهم ولاعتبارها رمزًا للحياة حسب طعمها، فالكثير يشبه مرارة أيامه بمرارة القهوة وحلاوة أيامه بحلاوة القهوة. ومنذ ذلك الحين، انتشرت القهوة في جميع أنحاء العالم، وأصبحت رمزا للتفكير الفلسفي والأدبي والعلمي.
القهوة والعلاقات الاجتماعية.
لا تغيب القهوة عن المناسبات الاجتماعية في مختلف بلدان العالم، فهي عند البعض رمزًا للضيافة والكرم، وعند الآخر هي مناسبة للاجتماع والحديث، بدءًا من النساء بالحارات اللاتي يجتمعن لتبادل الأخبار ونشرها تحت مسمى شرب القهوة معًا، إلى أصحاب القرارات ومنفذيها، الذين تشهد فناجينهم على مختلف حواراتهم.
كما أن دخولك أو انضمامك لطاولة القهوة يعبر أو يعكس اندماجك داخل مجموعة معينة.
حيث أن القهوة مصدر للتواصل الاجتماعي بين المثقفين، حيث يجتمعون في المقاهي والمتاجر المخصصة للقهوة للتحدث عن الأفكار والأحداث الجارية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن القهوة تقدم بيئة مريحة ومريحة للمثقفين للعمل والكتابة والإبداع.
القهوة والثقافة: علاقة القهوة بالفن والأدب.
ليست القهوة فقط الصديق الدائم والمخلص للفنانين خاصة الشعراء والأدباء، بل هي مصدر إلهام وتشبيه محبذ يستقبله الجميع برحابة صدر لايختلف عليها اثنان، فقد كتب العديد من الشعراء غرلًا بالقهوة ونكهاتها وابدع الكثيرون بوصفها.
ويمكن للمثقفين الاستفادة من القهوة في عملية الكتابة، ومن المؤكد أن المثقفين يعرفون جيدًا قيمة تناول فنجان من القهوة أثناء الكتابة، حيث يمكن للقهوة أن تفتح الذهن لأفكار وآفاق واسعة وتساعد في تجاوز الصعوبات الكتابية.
أخيرًا:
تعد علاقة المثقفين بالقهوة علاقة وثيقة ومتينة، تمثل لهم إحساسًا بالرخاء والراحة، وتمدهم بالإلهام اللازم للنتاج الإبداعي الذين يعملون عليه، كما يعتبر فنجان القهوة صديقًا ملازمًا لكل فنان وقارئ وأديب، إذ تشرّع له أبوابًا مختلفة من الأفكار الإبداعية والجمالية.